ترجيحات الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه "الروح" دراسة وتحليلا

ملخص الرسالة

ترجيحات الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه "الروح" دراسة وتحليلًا

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:

فإن للعلم مكانة عظيمة في الإسلام، فقد رفع الله شأن العلماء، وقرن شهادتهم بشهادته في إثبات وحدانيته - سبحانه وتعالى - حيث قال: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].

ومن هؤلاء العلماء الإمام ابن قيم الجوزية الذي ملأ علمه الآفاق وكتب في جميع العلوم الإسلامية والتي أهمها علم العقيدة والتوحيد فأبدع كل الإبداع في هذا الجانب كما أبدع في غيره من الجوانب الأخرى، وكان مما كتبه كتابًا سماه (الروح)، والذي قمت بتناوله بالبحث وبينت ترجيحاته في المسائل التي طرحها والتي بلغت ثمانية عشر ترجيحًا وقمت بدراستها وتحليلها، فوافقته على ست عشرة مسألة وخالفته في مسألتين فقط.

أولًا: أهمية الموضوع: تنبع أهمية هذا الموضوع من:

1- أهمية الكتاب وصاحبه وما يتمتع به من مكانة ورفعة علمية عظيمة وما يمثله قوله ورأيه من قوة وخصوصًا في علم العقيدة.

2- حاجة طلاب العلم إلى التعرف على هذه الترجيحات ميسرة سهلة المنال من خلال كتابه (الروح) وإبرازها في شكل علمي.

ثانيًا: أسباب اختيار الموضوع.

1- حاجة الناس إلى المسائل التي يعرضها الكتاب والتي تتعلق بالروح وأحوال الموتى.

2- إبراز هذه الترجيحات حتى يطلع القارئ على رأي ابن القيم وقوله في كل مسألة من هذه المسائل.

3- دعم المكتبة الإسلامية وإغرائها.

ثالثًا: الدراسات السابقة.

بعد البحث والتحري عن طريق بعض العاملين في مكتبة الجامعة الإسلامية والمختصين بشبكة الاتصالات الدولية الإنترنت وسؤال أساتذتي في العقيدة، تبين لي أنه لم يكتب أحد في هذا الموضوع، بالرغم من أن العديد من الكتب كتبت عن مسائل الروح وأحوال الموتى، ولكن ليست بالطريقة التي اخترتها.

رابعًا: منهج البحث.

وقد اعتمدت في هذا البحث على المنهج الاستقرائي التحليلي، وسرت فيه على المنهج التالي:

1) ذكر كل مسألة تناولها ابن القيم في كتابه الروح.

2) ذكر الأقوال التي أوردها ابن القيم في هذه المسألة منسوبة إلى أصحابها.

3) ذكر ترجيح الإمام ابن القيم في هذه المسألة مع ذكر الأدلة التي استند إليها.

4) مناقشة ترجيحه بالتأييد أو المعارضة مع يراد الأدلة.

5) الرجوع إلى المصادر الأصلية بالإضافة إلى الكتب الحديثة مع التزام الدقة في العزو والتوثيق.

6) عزو الآيات إلى سورها، وذلك بذكر اسم السورة، ورقم الآية التي وردت فيها.

7) تخريج الأحاديث من مظانها، وعزوها إلى مصادرها، وذكر حكم علماء الحديث على الحديث، ما عدا ما ورد في الصحيحين.

8) عند توثيق المصادر والمراجع أذكر اسم الكتاب، ثم اسم المؤلف، ثم رقم الجزء، ثم رقم الصفحة، ثم دار النشر، ثم رقم الطبعة، ثم سنة الطباعة.

خامسًا: الصعوبات التي واجهت الباحث عند كتابة البحث.

لقد يسر الله لي كتابة هذا البحث، ولم أجد فيه صعوبات كبيرة إلا في بعض الأمور مثل:

1) قلة المصادر التي تناولت هذا الموضوع بالتفصيل.

2) اعتمادي على غيري بحكم أني كفيف في قراءة الكتب وجمع المعلومات وكتابتها.

3) الحصار المضروب على قطاع غزة وانقطاع الكهرباء لمدد طويلة.

سادسًا: خطة البحث.

وتشتمل على: مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة.

1- المقدمة: وتحتوي على:

أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، والصعوبات التي واجهت الباحث.

2- التمهيد: التعريف بابن قيم الجوزية وكتابه (الروح).

الفصل الأول: حقيقة الروح

وفيه ستة مباحث:

الأول: الأقوال الواردة في معنى الروح.

الثاني: اختلاف الناس حول كون الروح قديمة أو مخلوقة.

الثالث: تقدم خلق الأرواح.

الرابع: حقيقة النفس.

الخامس: صفات النفس.

السادس: العلاقة بين النفس والروح.

الفصل الثاني: أحوال الأنفس بعد وفاتها.

وفيه ستة مباحث:

الأول: المقصود بالوفاة في قوله تعالى ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ [الزمر: 42].

الثاني: الموت للبدن أم للروح والبدن.

الثالث: تميز الأرواح بعد مفارقتها الأبدان.

الرابع: سماع الموتى في قبورهم.

الخامس: انتفاع الموتى من سعي الأحياء.

السادس: نفخ الصور والصعقة.

الفصل الثالث: الحياة البرزخية

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: عذاب القبر ونعيمه.

المبحث الثاني: السؤال في القبر.

المبحث الثالث: امتحان الأطفال في قبورهم.

المبحث الرابع: مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة.

الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات.

الفهارس: وتشتمل على: خمسة فهارس:

1) فهرس الآيات.

2) فهرس الأحاديث والآثار.

3) فهرس الأعلام.

4) فهرس المصادر والمراجع.

5) فهرس الموضوعات.

الخاتمة:

بعد إتمام هذا البحث بتوفيق من الله - سبحانه وتعالى - تم التوصل إلى النتائج التالية:

1) الروح الواردة في قوله تعالى ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾ [الإسراء: 85] هي أرواح بني آدم التي بها تكون حياتهم، وهي سر من أسرار الله تعالى.

2) الروح مخلوقة من مخلوقات الله وليست قديمة.

3) خلق الله أرواح بني آدم بعد خلق أبدانهم، وليس العكس.

4) الإنسان هو مجموع البدن والروح معًا وقد يطلق اسمه على أحدهما دون قرينة وبفساد البدن تفارقه الروح إلى عالم الأرواح.

5) النفس البشرية واحدة، وليست أقسامًا كما ذكر الفلاسفة وغيرهم. ولها صفات متعددة، ولا يعني ذلك أنها أقسام.

6) الروح هي النفس ومعناهما واحد، وتختلفان فقط في الصفات.

7) الموت يكون للبدن وللروح، وأن موت الروح خروجها من البدن وليس فناءها.

8) الروح ذات قائمة بنفسها تصعد وتنزل وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء وتتحرك وتسكن.

9) أجمع السلف على أن الموتى يسمعون في قبورهم.

10) قد صحت الروايات في انتفاع الموتى بسعي الأحياء في كثير من العبادات مثل (الدعاء والصدقة، والحج والصيام وغيرها).

11) عذاب القبر ونعيمه حق، والناس يفتنون في قبورهم بعد أن يحيون فيها ويسألون. هذا ما أجمع عليه أهل السنة.

12) عذاب القبر ونعيمه وسؤال الميت يقع على الروح والبدن معًا هذا قول أهل السنة والجماعة.

13) السؤال في القبر عام للمؤمن والكافر ويستثنى منه الأطفال لأنهم غير مؤاخدين قبل البلوغ.

14) مستقر الأرواح مابين الموت إلى يوم القيامة ليس مستقرًا واحدًا ثابتًا، بل هو مختلف حسب أصناف الأرواح المؤمنة والكافرة والصالحة والشريرة وأرواح الشهداء.

التوصيات: يوصي الباحث بما يلي:

1- أن يكتب الباحثون عن الروح وأسرارها وما يتعلق بها من المباحث فهي من الأمور التي يسأل عنها كير من الناس ويحتاجون إلى معرفتها ومعرفة الجواب عن كثير من هذه المسائل.

2- أن تخصص دراسات وأبحاث حول مفهوم الروح وحقيقتها عند أهل الكتاب والفرق التي ظهرت في التاريخ الإسلامي وعقد مقارنات بين هذه المفاهيم وبين المفهوم الإسلامي الواضح للروح وطبيعتها وعلاقتها بالبدن أثناء حياته وبعد وفاته.